الطفل اللبنانيّ
الطفل اللبنانيّ من أسعد الأطفال تعتني به أمّه اعتناءً كبيرًا. قبل أن يولد، تحضّر له مهدًا من الخشب أو الحديد أو أرجوحةً تعلّقها في سماء الغرفة، وبعد أن يبصر النور، تضعه في سريره، وتقمّطُه بقماطٍ من الخام أو الكتّان، أي تشدّ يديه ورجليه بخرقة طويلة حتّى لا يقع ولا يبرد؛ وترضعه لبنها سنةً وأحيانًا سنتين، ولا تفطمه إلّا بعد أن يقوى ويمشي، ولا يعدلها في ذلك أمّهات أوروبا وأمريكا اللّواتي يغذّين أولادهنّ الرضّع على الغالب بلبن البقر والمآكل الصناعيّة.
والأمّ اللبنانيّة تحنّ كثيرًا على طفلها وتبالغ في الإشفاق عليه وتدلِّله حتّى يطمع بها، ويصعب قيادته وتربيته؛ وهي لا ترغب في إرساله إلى المدرسة قبل سنّ الخامسة أو السادسة خوفًا على صحّته، وذلك ممّا يضرّ بمستقبله.
في القديم كان الطفل إذا كبر لبس السروال أو القنباز؛ أمّا اليوم فهو يلبس الطقم كأبناء الإفرنج ، والطفل اللبنانيّ جميل الملامح، أبيض البشرة مع ميلٍ إلى السُّمرة اللطيفة ، حسن الشكل وهو كسائر أبناء العرب ذكيّ، قويّ الذاكرة، إذا حَسُنَت تربيته واعتُني بتعليمه نبغ ونجح، وكان من المجلّين الأوائل ومن خيرة الأطفال في العالم.
يوسف س. نويهض